ضمن جهود منظومة المياه للارتقاء بمستوى الخدمات، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتعظيم الاستفادة من الأصول القائمة، استطاعت -مؤخراً- تعزيز إمدادات المياه لمحافظتي الدوادمي وعفيف، عبر عدد من المبادرات لإيجاد حلول مبتكرة، تعظم الاستفادة من الأصول القائمة، وزيادة قدراتها وسعاتها دون استثمارات كبيرة في الأصول، وعبر تحسين العمليات الهيدروليكية، بحلول هندسية بالاستعانة بالقدرات الهندسية الوطنية التي يمتلكها القطاع.

ونتج عن هذا تحقيق أثر كبير، عبر زيادة كميات المياه المنتجة والمنقولة من محطة تنقية الدوادمي، بحيث تم مضاعفة كميات الإنتاج، لتصل إلى 50 ألف متر مكعب يومياً، بزيادة بلغت 28 ألف متر مكعب يومياً من المياه المنتجه والمنقولة والموزعة، حيث عززت شركة المياه الوطنية، عدد ساعات الضخ في المحافظة، لتشمل 54 مركزاً وقرية.

وتأتي هذه العمليات والمبادرات في إطار العمل التكاملي في قطاع المياه، الذي ينطلق من التخطيط، ثم التنفيذ لمشاريع البنى التحتية العملاقة التي يتبعها سعي دائم ومستمر لإيجاد الحلول الهندسية الابتكارية التي تساهم في الارتقاء بالخدمات والموثوقية، وزيادة الكفاءة التشغيلية، مع ضمان المحافظة على سلامة الأصول -بعد توفيق الله- بعمل متكامل يجمع الجهات المعنية كافة في القطاع، ابتداءً من الإنتاج عبر تحلية المياه وشركات القطاع الخاص، ثم النقل والخزن عبر شركة نقل وتقنيات المياه، ومن ثم التوزيع والمعالجة عبر شركة المياه الوطنية وشركات القطاع الخاص، ومن ثم إعادة الاستخدام عبر المؤسسة العامة للري، وبوجود الشركة السعودية لشراكات المياه كمشترٍ رئيس.

ويتم تنظيم وتنسيق الجهود ومتابعة الكفاءة -مؤخراً- عبر الهيئة السعودية للمياه مع الجهات العاملة كافة في القطاع على طول سلسلة الإمداد، وفق الاستراتيجية الوطنية للمياه، وخطط العرض والطلب، ومزيج المياه التي تديرها وزارة البيئة والمياه والزراعة.

وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للمياه تحقيق مواءمة شاملة في خطة العرض والطلب، وتوفير استدامة إمدادات المياه، بتعزيز مصادرها الأساسية، والحفاظ على مصادرها غير المتجددة، بتحسين جودة وكفاءة إدارتها.

يذكر أن منظومة المياه في المملكة تصل بخدماتها إلى 1430 تجمع سكاني، عبر سعات انتاج تبلغ 11.5 مليون متر مكعب يومياً للمياه، وخزن استراتيجي وتشغيلي يقدر بأكثر من 40 مليون متر مكعب ومنظومات نقل تصل أطوالها لأكثر من 14 ألف كيلومتر، وشبكة توزيع تزيد على 130 ألف كيلومتر وشبكة صرف تزيد عن 55 ألف كيلومتر.